.
صوت من سورية Syrian Voice
الأحد، 3 يناير 2016
الأربعاء، 30 نوفمبر 2011
العقوبات الاقتصادية
العقوبات الاقتصادية التي أقرتها الجامعة العربية ضد النظام السوري هي جريمة "استهتار" لا أخلاقية بحق الشعب السوري وحده وسخرية صارخة من آلامه وتضحياته. هذه العقوبات لا تستهدف النظام فعلياً وهي ليست سوى خدعة بصرية، وإن طالت أحداً فلن تطال سوى الشعب السوري المقهور. هذا طبعاً ليس اكتشافاً فريداً، فمن منَّا لا يعرف أن العقوبات بغض النظر عن من يفرضها لا تضر نظاماً مافيوزياً ديكتاتورياً بل تؤذي الشعب فقط؟ من رأى مثلاً أثراً واحداً سلبياً للعقوبات على الطاغية صدام حسين وأعوانه؟ غير أن العقوبات نفسها أزهقت أرواح نصف مليون طفل عراقي بسبب نقص الحليب والأدوية.
نص العقوبات جميل وخادع ولكن قراءة ما بين السطور لا يمكن أن تقود إلاَّ إلى نتيجة واحدة، وهي أن المؤامرة الحقيقية موجودة فعلاً على الشعب السوري النبيل الذين يتحدى آلة القتل كل يوم وعلى ثورته المباركة. وما ترحيب أمريكا والغرب بهذه العقوبات إلاَّ إمعانا في السخرية من جراح الشعب السوري، فالغرب يدرك أن نص العقوبات هو نص رديء ليس هناك آليات فعَّالة لتنفيذه وهو عديم الفعالية أصلاً، ولهذا استمر النظام السوري في غطرسته ولم يكترث بهذه العقوبات أصلاً.
1- فالبند الأول يتحدث عن تجميد أرصدة "الرئيس" والشخصيات والمسؤولين السوريين في الدول العربية. يا سلام يا جدعان، ومنذ متى يودع الزعماء العرب أموالاً في الدول العربية؟ الطغاة العرب لا يستثمرون في ديار بعضهم البعض ولا يثقون ببعض أصلاً فكيف يثق حرامي بحرامي مثله. ولكن ماذا عن الأرصدة في إيران وروسيا والهند والبرازيل وكولومبيا وفنزويلا و... و...؟
2- ثم البند الأول تجاهل النافذة اللبنانية ولبنان هو ثاني مركز لتبييض الأموال في الشرق الأوسط بعد إسرائيل طبعاً، وتجاهل النافذة العراقية المفتوحة أيضاً؟ وتجاهل ايران! هذا البند اسمه اللا بند .. يعني عديم الفعالية أو لا يمكن تنفيذه.
3- البند الثالث يتحدث عن التبادلات التجارية مع الحكومة السورية! وهل هناك بالأصل تبادل يذكر سوى بالسلع الإستراتيجية. يعني ماذا تستورد السعودية وقطر وغيرها من المنتجات السورية التي سيتوقف ضرر عدم استيرادها على إيذاء الأسد وعصابته، وليس على إيذاء طبقة الصناعيين الهشَّة أصلاً في سوريا، والذين يعمل لديهم بعض العمال المقهورين من أبناء الشعب السوري.
4- ثم البنود الأول والرابع والخامس والسادس والسابع تدور حول نفس الفكرة، يعني جهابذة الجامعة العربية يعملون بمبدأ الشط والمط لعلَّهم يخرجون بوثيقة لها قيمة. وكان يكفي بنداً واحداً بوقف التعاملات المالية مع الحكومة السورية. يعني انظروا إلى المسخرة في البند رقم 5 الذي يتحدث عن وقف التعاملات المالية مع الحكومة السورية. والبند 2 وقف التعامل مع البنك المركزي السوري وكأنه ليس تابعاً للحكومة السورية وجزءاً منها، والبند 2 وقف التعامل مع البنك التجاري السوري. يا ناس يا هو ما نوع ذكاء أولئك الذين صاغوا ذلك النص الفريد؟ أراهن أنه لو أعطي اختبار ذكاء القرود لمن صاغوا هذا النص، لكانت درجات القرود في الاختبار أعلى.
5- البند التاسع يتحدث عن تجميد تمويل إقامة مشاريع على الأراضي السورية، ما هي تلك المشاريع؟ وكم عددها؟ وكم كلفتها؟ وكيف تؤثر على القوة الاقتصادية للعصابة نفسها؟ أم أن التوقف عن بناء فندق لأمير خليجي سيلقي بعض العمال في شوارع البطالة؟ طبعاً غني عن القول أن هؤلاء البناءين البسطاء هم من الشعب وليسوا من عصابة الأسد. وغني عن القول أكثر أن المشاريع توقفت أصلاً لأسباب أمنية.
6- نأتي الآن إلى البند الأكثر خطورة وظلماً للشعب السوري. وهو البند العاشر المتعلق بمنع رحلات الطيران، وهنا لا بد أن نتساءل ماذا لو احتاج أحدهم من الشعب للسفر للخارج للعلاج أو التعليم أو حضور مؤتمر أو تدريب أو للهروب من النظام نفسه مثلاً؟ ماذا لو أراد أحد السوريين القدوم إلى سوريا لزيارة أهله؟ كيف سيشلٌّ هذا البند الرهيب النظام؟
7- البند الثاني عشر هو الأكثر سخفاً وتفاهة! لماذا؟ أولاً: لأنه كيف يمكن للعقوبات أن تؤثر على موظفي الجامعة وهي من المفترض أن تكون هيئة مستقلة عن الحكومات. يعني ما فائدة هذا التلاعب الرخيص بالكلام إذا كانت العقوبات تستهدف النظام السوري. ثانياً: لأن موظفي الجامعة العربية السوريين هم ليسوا سوى أزلام النظام نفسه. فنحن ندرك أن مستويات الفساد في الجامعة العربية لا تقل عن مستويات الفساد في أية حكومة عربية وعلى رأسها النظام السوري. وكل من يتاح له العمل في الجامعة العربية لا بد وأن يكون قد تمت الموافقة عليه وتزكيته من قبل المخابرات والنظام الحاكم في بلاده. ولذلك فهؤلاء هم لا شيء سوى النظام نفسه أو من أزلامه. من هو يوسف الأحمد، سفير سوريا للجامعة العربية مثلاً؟ شخصية مستقلة عن النظام؟ من سيجلب معه ليعمل في وفد سوريا، معارضين مستقلين مثلاً؟ نفس الكلام ينطبق على كافة العاملين في الجامعة العربية من كل الأنظمة العربية. ومن الجانب الآخر، ماذا لو لم يسمح النظام السوري للجامعة العربية بالعمل على أراضي "الجمهورية العربية السورية"؟ يعني البند كلام في الهواء لا مغزى له.
8- البند الثالث عشر هو للضحك والإضحاك فقط، فانظروا إلى سجل الدول الأعضاء في اللجنة التنفيذية في مجال حقوق الإنسان والفساد والقمع. هؤلاء يا سادة يا كرام سيأتون لمراقبة انتهاكات حقوق الإنسان في سوريا. هؤلاء سيحررون سوريا من بشار الأسد!
ولكن لنسأل أنفسنا أيها السادة، ما هي الجامعة العربية أصلاً سوى تحزبات لعصابات أعداء الشعوب العربية وأولها الشعب السوري؟ الجامعة العربية لا تمثل الشعوب العربية وليس فيها دولة واحدة ذات سيادة، بل هي تجمع بائس لمرتزقة قذرين يتلقون الأوامر من أسيادهم في أمريكا وبريطانيا وفرنسا وغيرها والعقوبات كلها هي لملء الفراغ وتمرير الوقت، فلا بد لأولئك الذين يدعون تمثيل شعوبهم ويسرقون خيرات بلادهم من تأدية عملٍ ما، وفي الحقيقة أن أكثرهم مهارةً في هذه الجامعة العربية لا يصلح لوظيفة "عرضحلجي" أمام دائرة حكومية في سوريا ما بعد الأسد. التعويل هو على شباب الثورة فقط.
تسقط المافيا الأسدية....
تسقط الجامعة العربية .....
الخوف بعد اليوم عار والصمت جريمة
كل يوم أصحو في الصباح، لأبحث عن أسماء أحبتي على الفيسبوك... أخاف أن أتصل بأمي لأسمع أن أخي المقيم في حمص قد استشهد أو أن أحداً ما أعرفه قد استشهد. أتابع الصفحات على الفيسبوك والأخبار وكل شيء وأتحاشى النظر إلى الفيديوهات التي تحوي مشاهد لأمهات يبكين أبناءهن. أعترف لنفسي بالجبن، فأنا لا أقوى على هذه المشاهد، ولكن اليوم رأيت مشهد أم الطفل ساري سعود وهي تهز جسده البارد المنطفئ علَّها تبعث فيه الحياة من جديد. كيف لا يغضب الرجال في دمشق وحلب عند مشاهدة هذه الأم الثكلى؟ كيف نتفرج عليها ولا ننزل إلى الشارع بالملايين لنحاسب ذلك القاتل الذي يعيش في قصر ويعطي الأوامر لشبيحته بالقتل، وينفق أموالنا التي سرقها من عرقنا وجهدنا ليشتري سلاحاً يقتلنا به؟ كيف لا تنهض دمشق وحلب وكل مدينةٍ سورية، لتسحق عار جريمة قتل ذلك الطفل البريء ومن قبله حمزة وهاجر وكل أطفال سوريا؟ كيف ينام الرجال في دمشق وحلب وعلى ماذا يتفرجون في التلفاز؟ اسحقوا العار أيها الرجال، انزلوا إلى الشوارع بالملايين وأنزلوا ذلك الفرعون القذر عن عرشه. لا عذر لكم ... لا عذر لكم أن تروا النساء تسبى والأطفال يقتلون والخير يسرق، وأن تناموا في أحضان نساءكم! لا عذر لكن أيتها النساء أن ترون مستقبل أطفالكن يضيع وتجلسن في البيوت تصلين لغدٍ أكثر أماناً! لا عذر لكم أيها الشباب أن لا تخرجوا من كل جامعة وكل مدرسة إلى الشوارع بالملايين. لا عذر لنا إن لم نسقطه ونحاكمه ونحاسبه هو وأفراد عصابته المجرمين. لن يرحمنا التاريخ ولن تسامحنا الأجيال القادمة...
هذا الطفل البريء، كما حمزة الخطيب وهاجر وغيرهم، هو عار على جبين من قتلوه، ولكنه وصمة عار على جبين كل من يجلس في بيته على أمل أن تنتهي الأزمة وتعود الحياة كما كانت قبل 15 آذار، فساد وفقر وجوع وخوف وصمت وموت. خوفنا هو عدونا الأول، واليوم أبطال حمص وحماه ودرعا واللاذقية والكثير من المدن الأخرى، قد أسقطوا إله الخوف من علياءه وحطَّموا أصنام الطاغية فماذا ننتظر؟ وعلى ماذا نعوِّل؟ الصمت بعد الآن جريمة والخوف جريمة، والخلاص الوحيد هو بيدنا نحن...خلاصنا هو في وقفتنا قلباً واحداً وصوتاً واحداً في وجه بشار الأسد وعصابته...خلاصنا هو في إسقاطه بأيدينا.
عاشت سوريا حرة كريمة واحدة
السبت، 26 نوفمبر 2011
استهبال الشعوب العربية في الحروب الوهمية
خاضت معظم الشعوب العربية صراعاً مريراً للحصول على حريتها من الاستعمار الغربي بعد الشعور بمرارة الخديعة والخيانة التي تعرضت لها ثورة العرب للاستقلال عن الاحتلال العثماني، وما إن نالت استقلالها المشروع حتى بدأت تغرق في أوهام حروب مع طواحين الهواء. حروب وهمية تفوق طاقتها، تلهب مشاعر الملايين، وتلهيهم عن حقوقهم الأساسية في العيش الكريم والحرية والعمل والتعليم وكل ما له علاقة بالحياة الآدمية، ورويداً رويداً استقالت هذه الشعوب من المشاركة الفاعلة في تقرير مصيرها ومستقبل أبناءها. ولعل النظام السوري كان من أبرع الأنظمة العربية في التفنن بهذه اللعبة الماكرة، فأبدع في صوغ شعارات فارغة تركز على الوحدة العربية و مقارعة الامبريالية ومحاربة اسرائيل ومعاداة الرجعية والممانعة والمقاومة وغيرها الكثير الكثير من القضايا التي ألهب بها مشاعر أبناء الشعب دون أن يفعل هو نفسه شيئاً لأجلها سوى ابتزاز السوريين وانتهاك حقوقهم. بعض الأنظمة العربية الأخرى دخلت في خدع أخرى أكثر تضليلاً وبهتاناً ولاسيما نظام آل سعود الذي امتشق سيفاً خشبياً للدفاع عن الاسلام وأرض الاسلام وعزة الاسلام فما كان من أحدٍ آذى الاسلام بالشكل الذي آذاه آل سعود أنفسهم بفسادهم ونفاقهم وازدواجيتهم واستخدام الدين كوسيلة للهيمنة على ثروات البلاد ونهبها. وبالعودة إلى حلم الوحدة العربية من المحيط إلى الخليج، وحدةً أقرب إلى الانصهار مستحيلة التحقيق، نرى أنه لم يكن هناك نظام عربي تطرَّف بابتزاز شعبه وانتهاك آدميته وحقوقه بالشكل الذي أمعن فيه الطاغية الأسد الأب وأفراد عصابته ومن ثم الطاغية الصغير طبيب العيون الأعمى الذي لا يستطيع أن يرى كم يمقته السوريون ويصر على حكمهم بالحديد والنار. اليوم الشعوب أفاقت على حجم الوهم وفداحة الخسارة وأيقنت أن الطريق إلى تحرير فلسطين يمر عبر حريتها هي أولاً، وأن لا مجال لمحاربة الرأسمالية والامبريالية وتحقيق الحرية إلا باسقاط النظام نفسه الذي هو صنيعة الامبريالية كخطوة أساسية لا بد منها. ولكن الأنظمة العربية لن تسلِّم دفة القيادة طوعاً لأحد، فكل الطغاة العرب يعملون وفق نظرية "إما أنا أو الطوفان"، ومن يقول أن بشار الأسد هو وحده المستكلب على السلطة، هو واهم، بشار هو كلب من هذه الكلاب المسعورة التي تم تعيينها من قبل قوى الامبريالية نفسها في كل بلد عربي على حدة. ولكن في كل بلد عربي هناك كلب بصورة أسد، أو جمل بهيئة زعيم، ولا يمكن الوصول إلى شيء ما لم يتم اسقاطهم الواحد تلو الآخر، فسوريا لا يمكن لها أن تتحرر وتبني نظاماً ديمقراطياً إذا بقي آل سعود وآل ثاني وآل خليفة وآل نهيان وغيرهم من دجالي الخليج وعبد الله الصغير صاحب نظرية "الهلال الشيعي" الفذَّة، يصولون ويجولون ويوظفون الملايين للتحكم برقاب السوريين وغيرهم من شعوب المنطقة المغلوبين على أمرهم.
اليوم الحرب الوهمية أكبر بكثير من حرب القومية العربية والوحدة فمنذ سنوات بدأنا نسمع ترهات وهلوسات رجال الدين حول الشيعة والسنة بتوجيه وتمويل مدروسين من طغاة الخليج لالهاء الشعوب بمعارك خرافية لا طائل منها. فبدل أن تساءل الشعوب العربية حكامها عن سياساتهم الداخلية والخارجية وعن التعليم والصحة وحق الانسان في الحرية والكرامة، تجلس كمن أخذ جرعة مخدر أمام التلفاز لتشاهد أصحاب العمامات البيضاء والسوداء واللحى المخضبة بالأحمر والأسود وهم يطلون برؤوسهم الفارغة كالطبول لينذروا الأمة من شر الآخر الشيعي أو السني. ولعل أول طاغية ترجم هذه الحرب الوهمية بالكلمات الصريحة هو عبد الله الصغير في الأردن حيث حذر بعبارته الشهيرة من "هلال شيعي" بالغ الخطورة تحاول ايران إقامته ليشمل سوريا ولبنان. نسي حضرته تاريخ أبيه والهلال الصهيوني الذي خان أباه كل الفلسطينيين لتقويته وتمكينه في المنطقة. وفي محاولة غبية من عبد الله طاغية الأردن لجعل شعبه ينسى آلام الجوع، وانعدام الحريات، وضياع الحقوق، أراد أن يلعب على وتر الطائفية كمنهج جديد يجعله في حصانة من السقوط الحتمي في مزبلة التاريخ.
منذ كم عام وآل سعود يمولون صراعاً طائفياً مستعراً في كل دول الجوار باستخدام الكهنوت الاسلامي ليحموا أنفسهم من المساءلة؟ منذ كم عام أصبح هاجس الانسان العربي هو من تشيع، ومن تسنن ومن دخل الاسلام ومن ترك الاسلام ومن ومن؟
منذ كم عام نسي شعاوذة الاسلام وعلى رأسهم شيوخ الوهابية في السعودية وقطر بدءاً بمفتي السعودية والقرضاوي وصولاً إلى السلفي المجرم العرعور وأرباب العمائم السوداء من مشعوذي الشيعة، كل قضايا الأمة ومشاكلها وانشغلوا وأشغلوا الشعوب بموضوع الصراع بين السنة والشيعة، وكأن الانسان العادي المحروم من لقمة الخبر وليتر المازوت للتدفئة وفرصة العمل والتعليم والرعاية الصحية، لا همَّ له إلا من تشيع ومن تسنن ومن اعتنق المسيحية وكم زاد عدد المسلمين! من يدفع لهؤلاء النصَّابين رجال الدين الذين يصرون على أن لحومهم مسمومة، وعلى رأسهم القرضاوي، الذي لا ينفك يذكر الناس بمدى تأثير السم في لحمه، وينسى أن يذكر السم الذي يقطر من لسانه. وأقول لهم جميعاً طبعاً لحومكم مسمومة ولا بد من التخلص منها ورميها في محرقة التاريخ مع لحوم زعمائكم وأولياء نعمتكم الطغاة العرب، حتى يضع الانسان العربي قدمه على أول درجات سلم الحرية.
الحرب اليوم أكثر استنزافاً من محاربة طواحين الهواء باسم الوحدة العربية، التي لم نر منها سوى التشتت والفرقة. الحرب اليوم هي حرب تمس شغاف قلب كل من يسمي نفسه مؤمناً ويرى الطريق إلى الجنة معبَّداً بعظام جاره "الكافر". الحرب الوهمية اليوم أكثر خطورةً لأنها لا يمكن أن تؤدي إلا إلى حروب أهلية تحرق الأخضر واليابس، فالتسامح الديني في العالم العربي ليس رفاهيةً بل هو اكسير الحياة... ولا خيار سوى قبول الآخر ومحبته والسلام معه.
تسقط الأنظمة العربية جميعها دون استثناء، يسقط رجال الدين والجهل والشعوذة، دعاة الحروب الأهلية وأعداء الانسان.
الاثنين، 21 نوفمبر 2011
العرعور ثنائية الجهل والإجرام في ثوب رجل الدين
أعتقد بما لا يقبل الشك بأنه لو كان هذا الشيطان بهيئة رجل دين في مكان بشار الأسد الآن، لكانت أرقام الشهداء ضربت عنان السماء. لم أسمعه مرةً يتحدث بلغةٍ رحمانية، بل دائماً لغته الهوجاء الرعناء تنضح بالذبح والفرم وقص اللسان... وأستشهد بقوله في هذا الفيديو "كل إناءٍ بما فيه ينضح" لوصفه هو نفسه. لك الله يا سوريا مع هؤلاء السفاحين بشار والعرعور وغيرهم.
http://www.youtube.com/watch?v=m-f3z4vVy34&fb_source=message
http://www.youtube.com/watch?v=m-f3z4vVy34&fb_source=message
المحزن أن الكثيرين من المضللين ومغسولي الدماغ كانوا يلتمسون له الأعذار في تهديده بالفرم، بحجة أنه متألم لما يجري في سوريا، وفي الحقيقة هذا المجنون لو أعطي الفرصة لما كان أقل إجراماً من أي سفاح عرفه العالم العربي...
وفي الفيديو الثاني يتحدث بكل سادية مريضة عن فرم العلويين. الكارثة أن هذا المريض يلقى آذاناً صاغية في أوساط المهمشين الذين لم يتلقوا التعليم الكافي وليس لديهم الحصانة ضد هذا الخطاب الطائفي البغيض والقذر. ولكن المضحك أنه يتحدث وكأنه سيصبح رئيس الجمهورية السلفية في سوريا. عموماً هل هناك من يستطيع مقاضاته، لتحريضه على الكراهية والعنف والقتل؟
السبت، 19 نوفمبر 2011
أسطورة الدولة المدنية.... استغلال جهل الشعوب
سأعترف بادء ذي بدءٍ بأنني لست متخصصة في العلوم السياسية، ولكنني قارئة نهمة والعلوم السياسية هي إحدى الحقول التي أستمتع بالقراءة فيها.
ولكن من خلال قراءتي لسنين طويلة، لم أقرأ شيئاً عن شيء اسمه الدولة المدنية إلاَّ في السنوات الأخيرة وتحديداً في قواميس الاخوان في مصر وسوريا وغيرها. فهناك الدولة العلمانية مثلاً مقابل الدولة الدينية. ولكن مصطلح الدولة المدنية هو اختراع اخونجي بامتياز، يقوم على التلاعب بمفهوم الدولة ككل. وأنا أدعو أحد جهابذتهم ليقول لنا هل هي دولة علمانية أم دينية؟ سيقولون لا، الدولة المدنية عكس الدولة الدينية. فترد أنت في دهشة إذاً هي دولة علمانية، فيقولون أعوذ بالله لا للعلمانية. إذاً ما هو هذا المصطلح المائع الوهمي المضلل الذي تضحكون به على هذه الشعوب المقهورة المجهَّلة بشكل مدروس وبالغ التخطيط. ما هي آليات تطبيقها؟ ما هي ملامحها؟ كيف سيكون دستورها؟
طبعاً من المقبول أن تسمع شاباً لم يقرأ الكثير يتحدث عن المصطلح لأنه قد سمعه بالراديو ولا يعرف ماذا يعني أصلاً. ولكن أليس من المحزن أن يستخدم الأستاذ غليون، الأكاديمي المرموق، التعبير وهو يعرف ضبابيته وميوعته تهرباً من كلمة قد تبدو صادمة لشعب يستقي معارفه من رجال الدين الذين يكرسون الجهل لأنهم لا يملكون غيره؟ أليس من المهم لنا فضح هذا الاختراع الاخونجي، الذي تفتق به ذهن الاخوان الميكيافيلي ليضللوا به الملايين ممن يحلمون بالحرية والديمقراطية بغية الوصول إلى السلطة ثم اظهار الدولة المدنية على حقيقتها من دون قناع، أي دولة فاشية قائمة على الظلم والقمع والاستبداد تعادي الانسان أولاً وقبل كل شيء.
ما هي الدولة المدنية يا سادة يا كرام؟؟ نورونا!
الشعب يريد اسقاط النظام من دون تدخل أجنبي
يتساءل الكثيرون هل يمكننا إسقاط نظام بهذه الشراسة والعنف بمفردنا من دون تدخل خارجي؟
والجواب طبعاً نستطيع وبكل تأكيد. وعلى المجلس الوطنى العمل على الداخل السوري أكثر من العمل على استجداء الخارج لاسقاط النظام بالنيابة عن الشعب السوري العظيم.
كيف يمكن اسقاط النظام وهو بهذه الشراسة والاجرام؟ الجواب بانضمام المزيد من أبناء شعبنا إلى الثورة الكريمة، بالعصيان المدني، بالاضرابات المتواصلة، برفض دفع الفواتير، بالخروج إلى الشوارع بالملايين لا بالمئات، باستقطاب حلب ودمشق. بطرح برنامج بديل عن هذا النظام يطمئن الفئة الصامتة على نفسها ويقنعها بأن اسقاط النظام هو الخيار الأفضل للجميع. نعم نستطيع أن نسقط النظام من دون استجداء الاحتلال الأجنبي.
إن هؤلاء الشباب الثائرين في سوريا الذين خرجوا وتحدوا الموت وكسروا حاجز الخوف ومنهم من استشهد ومنهم من ينتظر، قادرون على اسقاط النظام بثباتهم وقوتهم واصرارهم. كل من عاش في سوريا يدرك حد اليقين أن ثورة مصر وتونس هي مجرد نزهة قياساً بثورة سوريا. وكل من تحدى النظام كان يدرك بدون شك أنه مشروع شهيد.
لا أدري لماذا لا تتعلم المعارضات العربية كلها من التاريخ المعاصر على الأقل، أن ثمن الاستعانة بالخارج بغض النظر عن اسمه، باهظ جداً، ولا طاقة لأحد باحتماله.. هل يكفينا العراق وليبيا كأمثلة حية. هل يبدو العراق أفضل الآن مما كان عليه أيام صدام؟ الجواب لا!
هل وصل الليبيون إلى شيء مما أرادوه؟ الجواب لا!
الخارج (بغض النظر عن من هو) له أجندته وأهدافه التي تختلف تماماً وبالمطلق عن أهداف وأجندة الشباب الثائر.
من المحزن أن يتجاهل برهان غليون هذه الحقيقة الساطعة ونحن الذين تشربنا كتبه وخاصةً "الوعي الذاتي" وحفظناها كوصفةٍ لحل مشاكلنا...
أستاذ برهان، أيها المجلس الوطني، نحن الشباب الثائر نرفض تدخل أحد في شؤوننا، ولا نريد المعونة من أحد وسنسقط النظام بأيدينا، وإن كنتم وطنيون فعلاً، عليكم العمل على الداخل لاستقطاب كل أبناء الشعب وطرح البديل الآمن لسقوط النظام على الطاولة.
عاشت سوريا واحدة حرة كريمة
الجمعة، 18 نوفمبر 2011
لا للنظام الأسدي...لا للجيش السوري الحر ...لا للحرب الأهلية .. لا لقتل الأبرياء..لا للعنف..لا لعسكرة الثورة..
لا تطلق الرصاص على أخيك يا ابن وطني... لا تطلق الرصاص يا ابن أمي ... لا تقتل...لا تقتل...لا تقتل
هذه مناشدة إلى كل من يحب سوريا من أبناء سوريا الأبرار...أرجوكم وأتوسل إليكم أن لا تطلقوا النار، لا تحملوا إثم القتل. يا أخوتي نحن نهضنا في وجه الطغيان والاستبداد لنبني سوريا جميلة مشرقة متحضرة. لا تجهضوا حلمنا الكبير يا أخوتي. النصر صبر ساعة، ولا خيار سوى سلمية الثورة. لا خيار سوى السلام.
خائن كل من يدعو لعسكرة الثورة.
خائن كل من يدعو لحمل السلاح.
خائن كل من يقتل شعبه.
خائن كل من يدعو التدخل الأجنبي.
لن نغفر لكم ولن نسامحكم وستلعنكم الأجيال القادمة....لا تطلقوا الرصاص.. لا تطلقوا الرصاص...لا تقتلوا ابناء وطنكم
يسقط النظام
تسقط جماعة الإخوان المسلمين
يسقط العرعور
تسقط الجامعة العربية
تسقط الدول المتصارعة على سوريا
عاشت سوريا حرة واحدة كريمة
الربيع العربي...لم يأت الربيع بعد؟
لم تظهر تسمية معاصرة لحدثٍ ما أكثر تضليلاً واحتقاراً للشعوب من هذه التسمية الجوفاء الوهمية الغبية، التي يتلقفها بعض الإعلاميين العرب إما عن خبث أو عن غباء.... لأن ما يحدث هو انتفاضات لم تتبين نتائجها بعد في أي دولةٍ من الدول التي شهدتها بدءاً من تونس، ومن المبكر جداً إصدار اسماً توصيفياً و تقييمياً لما يحدث وكأن الثورات انتهت أو أنها حققت أهدافها أو حتى جزءاً يسيراً من أهدافها. وهي في الحقيقة ما تزال في بدايتها ولم تصل إلى شيء بعد، وإسقاط رئيس مستبد قد يكون أول الغيث ولكن إسقاط الاستبداد هو التحدي الأكبر، لأن ثقافة الاستبداد للأسف متجذرة في كافة نواحي حياة الإنسان العربي لأسباب سياسية وثقافية واجتماعية ودينية والقضاء عليه هو فعل ولادة قيصرية عسيرة.
تسمية الربيع العربي الفريدة هذه يمكنكم يا سادة استخدامها عندما نصل إلى ما يلي:
· تقديس ثقافة احترام حقوق الإنسان والمساواة وعدم التمييز بناءً على أي اعتبار سوى الإنتاجية والكفاءة والسلوك؛
· سيادة الديمقراطية واحترام التعددية والاختلاف من دون لف ودوران باسم الأمن القومي والدين؛
· هيمنة الشفافية وثقافة الثقة بين الحاكم والمحكوم، وتمكُّن الشعب من سحب الثقة وقت يسيء المسئول بدءاً من الرئيس استخدامها؛
· هيمنة ثقافة المساءلة والمحاسبة للحكام وكل من له علاقة بالسلطة من دون خوفٍ من العواقب؛
· تحييد رجال الدين والقضاء على طبقة الكهنوت الإسلامية الطفيلية التي تتغذى على تكريس الجهل واستغلال البسطاء من الناس؛
· الفصل بين السلطات؛
· استقلال القضاء استقلالاً مطلقاً؛
· احترام المرأة والإقرار بتكافئها مع الرجل في كافة المجالات؛
· احترام الأطفال وإعطائهم الأولوية في كل المجالات، لا النظر إليهم على أنهم مجرد ممتلكات خاصة؛
· نسف القوانين الظالمة وسن قوانين تتماشى مع حقوق الإنسان؛
· احترام حريات الفرد وفردانيته والتوقف عن معاملته كتابع لا خصوصية له؛
· انخفاض معدَّلات الأمية إلى نسبة 0% وتحديداً في أوساط النساء؛
· القضاء على الأمية المعلوماتية في مجال الكومبيوتر واستخدام الانترنت؛
· انتهاء عمالة الأطفال ووجود الأطفال في المدارس والملاعب والبرامج الترفيهية بدل الشارع؛
· تقديس حرية الفكر والتعبير وحرية الوصول إلى المعلومات بعيداً عن رقابة الأوصياء على الشعب وكأنه متخلف عقلياً؛
· هيمنة ثقافة القراءة والبحث وتوفر الكتب بكلفة معقولة؛
· إصلاح التعليم وتحريره من هيمنة التلقين والتكرار والدراسة للحصول على الدرجات، وجعل التفكير النقدي والإبداع و الأصالة هي معايير التميُّز؛
· ارتفاع معدلات الترجمة إلى اللغة العربية من اللغات الأخرى، وإحياء اللغة العربية لتصبح قادرةً على التعبير عن الاختراعات والمفاهيم المعاصرة.
· قيام مراكز الأبحاث والعلوم والجامعات وتوفير التعليم العالي والتدريب المهني لكافة الشباب؛
· نمو الطبقة المتوسطة وتلاشي طبقة الفقراء حد الغياب وانكماش طبقة الأثرياء؛
· نهضة الاقتصاد بشكل مستدام قائم على الإنتاجية الحقيقية لا على التوسل والشحاذة على أبواب القوى الخارجية وعلى القروض؛
· توفر فرص العمل لكل من هو في سن العمل؛
· توفر الرعاية الصحية بأسعار تتوافق مع إمكانيات المواطن العادي.
هل حققنا شيئاً من هذا بعد؟ هذه القضايا وغيرها الكثير الكثير لا بد من توفرها أولاً حتى نستطيع اطلاق تسمية كتسمية الربيع العربي على ما جرى!
هل حققنا شيئاً من هذا بعد؟ هذه القضايا وغيرها الكثير الكثير لا بد من توفرها أولاً حتى نستطيع اطلاق تسمية كتسمية الربيع العربي على ما جرى!
أليس من الواضح الآن أن الطريق إلى الربيع العربي طويل طويل وأن ما نراه الآن هو انتفاضات طيور ذبيحة تتحدى الموت؟
الخميس، 17 نوفمبر 2011
الإخوان المسلمون والميكافيلية القذرة
ظهر هذا الخبر على الموقع الالكتروني لبي بي سي.
(زعيم جماعة الاخوان المسلمين السورية المعارضة يعلن من تركيا ان الجماعة تقبل بتدخل تركي في سوريا "لحماية المدنيين" حسب قوله)
يتعجب المرء من الوقاحة منقطعة النظير لهذه الجماعة ممثلةً برياض الشقفة الذي يتحدث باسم الشعب السوري من دون حياء ويقول "إن الشعب السوري سيقبل بتدخل تركي في سوريا من تركيا أكثر من الغرب إذا كان الأمر يتعلق بحماية المدنيين"
أولاً من أنت لتتحدث باسمنا؟ ومن قال أننا نقبل بالتدخل الأجنبي من أيٍ كان؟ وما هو تاريخ جماعتك الدموي والطائفي في سوريا؟ وبماذا يذكر الشعب السوري جماعتك سوى بالتفجيرات وقتل الأبرياء للوصول إلى السلطة؟ وهل ينسى الشعب السوري تحالفكم الرخيص مع عبد الحليم خدَّام؟
من يعرف جماعة الإخوان المسلمين في سوريا وتاريخها بالحقائق والأرقام، يدرك بأن ولاءها لم يكن يوماً لسوريا كوطن، وكما أن النظام يدفع إلى الحرب الأهلية، فهذه الجماعة كانت تدفع إليها منذ نشأتها الأولى، لأن خطابها طائفي إقصائي لا يقل بشاعة عن ممارسات النظام الأسدي. وربما قد تكفي قراءة مذكرات قائد الطليعة المقاتلة للإخوان المسلمين أيمن الشربجي (أما بعد : فما من شك بأن الحرب الدائرة اليوم ضد الإسلام والمسلمين في سوريا هي من تخطيط الغرب الصليبي الحاقد بالاشتراك مع اليهودية الخبيثة التي اتخذت صنيعة لها المجرم حافظ الأسد وطائفته النصيرية المرتدة أداة مسخرة لهذه الحرب الظالمة .). كيف يمكن لمن يقصي 12% من السكان وينعتهم بالردة أن يكون حسن النية تجاه سوريا؟ كيف يمكن لمن اختار العنف كوسيلة للوصول إلى السلطة، أن يكون وطنياً؟ لماذا تحالف البيانوني مع خدَّام؟ ماذا تريد حركة الإخوان المسلمين في سوريا تحديداً وما هي أجندتها الحقيقية ولمصلحة من؟ أعتقد أن هذه الجماعة هي صنيعة خارجية وضعت كشوكة في خاصرة الشعب السوري.
والسؤال الملح هو هل اعتذرت جماعة الإخوان المسلمين للشعب السوري عن العنف في الثمانينات الذي استهدفت من خلاله بعض الأطباء والعلماء فقط لأنهم من الطائفة العلوية؟
المسخرة، أن معظم أفراد هذه الجماعة التي تمتطي الدين وتستغله أبشع استغلال وترفض العلمانية وتدعو إلى تطبيق الشريعة كما يكتبوها هم، يعيشون في دول علمانية ويحملون جوازات سفر أجنبية، ويدركون أنهم سيكونون أول الهاربين من سوريا إذا اندلعت الحرب الأهلية. هؤلاء لا يمكن التعويل عليهم في بناء نهضة في سوريا. ووطنيتهم قائمة على بيع الأوهام والشعارات مثل وطنية العصابة الأسدية وسيبيعون سوريا بأكملها لمن يوصلهم إلى السلطة.
السؤال الذي يتعين على كل مواطن سوري البحث عن إجابة هذا السؤال: لمن ولاء الإخوان المسلمين حقيقةً؟
هناك الكثير من التحديات التي تقف في وجه قيام سوريا ديمقراطية تساوي بين مواطنيها وتعاملهم حسب الكفاءة ولا شيء آخر، ولعل أهم هذه التحديات على الإطلاق بعد النظام هي هذه الجماعة التي لا تتخلى عن العنف لأن العنف هو جزء من بنيتها كالعنف بالنسبة للعصابة الأسدية ولعل الصراع الدموي الذي خاضته في الثمانينات مع العصابة الأسدية هو أكبر دليل. هذه الجماعة كما الأسد لا يرون في سوريا سوى غنيمة، وليس لديها أي مشروع أو برنامج حقيقي للنهضة وستقمع الحريات بقوة السلاح كالعصابة الحاكمة. وأقولها بلا تردد لو أن الإخوان المسلمون كانوا في الحكم بدل حافظ الأسد لكانت مذبحة حماه حدثت ولكن في الساحل السوري. العصابة الأسدية والإخوان المسلمون هم وجهان لنفس العملة.
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)