ظهر هذا الخبر على الموقع الالكتروني لبي بي سي.
(زعيم جماعة الاخوان المسلمين السورية المعارضة يعلن من تركيا ان الجماعة تقبل بتدخل تركي في سوريا "لحماية المدنيين" حسب قوله)
يتعجب المرء من الوقاحة منقطعة النظير لهذه الجماعة ممثلةً برياض الشقفة الذي يتحدث باسم الشعب السوري من دون حياء ويقول "إن الشعب السوري سيقبل بتدخل تركي في سوريا من تركيا أكثر من الغرب إذا كان الأمر يتعلق بحماية المدنيين"
أولاً من أنت لتتحدث باسمنا؟ ومن قال أننا نقبل بالتدخل الأجنبي من أيٍ كان؟ وما هو تاريخ جماعتك الدموي والطائفي في سوريا؟ وبماذا يذكر الشعب السوري جماعتك سوى بالتفجيرات وقتل الأبرياء للوصول إلى السلطة؟ وهل ينسى الشعب السوري تحالفكم الرخيص مع عبد الحليم خدَّام؟
من يعرف جماعة الإخوان المسلمين في سوريا وتاريخها بالحقائق والأرقام، يدرك بأن ولاءها لم يكن يوماً لسوريا كوطن، وكما أن النظام يدفع إلى الحرب الأهلية، فهذه الجماعة كانت تدفع إليها منذ نشأتها الأولى، لأن خطابها طائفي إقصائي لا يقل بشاعة عن ممارسات النظام الأسدي. وربما قد تكفي قراءة مذكرات قائد الطليعة المقاتلة للإخوان المسلمين أيمن الشربجي (أما بعد : فما من شك بأن الحرب الدائرة اليوم ضد الإسلام والمسلمين في سوريا هي من تخطيط الغرب الصليبي الحاقد بالاشتراك مع اليهودية الخبيثة التي اتخذت صنيعة لها المجرم حافظ الأسد وطائفته النصيرية المرتدة أداة مسخرة لهذه الحرب الظالمة .). كيف يمكن لمن يقصي 12% من السكان وينعتهم بالردة أن يكون حسن النية تجاه سوريا؟ كيف يمكن لمن اختار العنف كوسيلة للوصول إلى السلطة، أن يكون وطنياً؟ لماذا تحالف البيانوني مع خدَّام؟ ماذا تريد حركة الإخوان المسلمين في سوريا تحديداً وما هي أجندتها الحقيقية ولمصلحة من؟ أعتقد أن هذه الجماعة هي صنيعة خارجية وضعت كشوكة في خاصرة الشعب السوري.
والسؤال الملح هو هل اعتذرت جماعة الإخوان المسلمين للشعب السوري عن العنف في الثمانينات الذي استهدفت من خلاله بعض الأطباء والعلماء فقط لأنهم من الطائفة العلوية؟
المسخرة، أن معظم أفراد هذه الجماعة التي تمتطي الدين وتستغله أبشع استغلال وترفض العلمانية وتدعو إلى تطبيق الشريعة كما يكتبوها هم، يعيشون في دول علمانية ويحملون جوازات سفر أجنبية، ويدركون أنهم سيكونون أول الهاربين من سوريا إذا اندلعت الحرب الأهلية. هؤلاء لا يمكن التعويل عليهم في بناء نهضة في سوريا. ووطنيتهم قائمة على بيع الأوهام والشعارات مثل وطنية العصابة الأسدية وسيبيعون سوريا بأكملها لمن يوصلهم إلى السلطة.
السؤال الذي يتعين على كل مواطن سوري البحث عن إجابة هذا السؤال: لمن ولاء الإخوان المسلمين حقيقةً؟
هناك الكثير من التحديات التي تقف في وجه قيام سوريا ديمقراطية تساوي بين مواطنيها وتعاملهم حسب الكفاءة ولا شيء آخر، ولعل أهم هذه التحديات على الإطلاق بعد النظام هي هذه الجماعة التي لا تتخلى عن العنف لأن العنف هو جزء من بنيتها كالعنف بالنسبة للعصابة الأسدية ولعل الصراع الدموي الذي خاضته في الثمانينات مع العصابة الأسدية هو أكبر دليل. هذه الجماعة كما الأسد لا يرون في سوريا سوى غنيمة، وليس لديها أي مشروع أو برنامج حقيقي للنهضة وستقمع الحريات بقوة السلاح كالعصابة الحاكمة. وأقولها بلا تردد لو أن الإخوان المسلمون كانوا في الحكم بدل حافظ الأسد لكانت مذبحة حماه حدثت ولكن في الساحل السوري. العصابة الأسدية والإخوان المسلمون هم وجهان لنفس العملة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق