لم يبد العالم العربي موحَّداً يوماً كما يبدو اليوم. وكأن حرية سوريا ونهضتها مرتبطة عضوياً بحرية الدول "الشقيقة" ونهضتها، فمأساة مصر في أولئك العميان (كعميان بروجيل) الذين يريدون الوصول إلى حكم مصر بالفتاوى الرخيصة (هنيئاً لنا العودة إلى عصور المماليك مرةً أخرى!)، لا تختلف في شيءٍ عن مأساة سوريا حيث أطلَّ ممثل حركة "المؤمنون يشاركون" لؤي الزعبي، وهو يطرق بالأرض كالأحول في حواره مع جيزيل خوري، لأنه أُمِر بغض النظر ولم يؤمر بتحجيبها، فكذب وكذب حتى استحى مسيملة الكذاب منه وأعطاه لواء الكذب عن جدارة، فقال على سبيل المثال لا الحصر أنَّه سيقبل بحاكم مسيحي أو علوي أو درزي لأنهم يريدون الحاكم العادل! والمضحك المبكي هو جوابه الفريد لها عندما سألته عن عدم النظر إليها في الحديث، وكأنه يسوِّق شامبو أو مستحضر تجميل بمبدأ اثنين في واحد "هنا الجديد في الذي نطرحه أخت جيزيل، أنا أمرت شرعاً أن أغض البصر، ولم أؤمر شرعاً أن أضع الحجاب على رأسك!!"
لم يخبرنا المؤمن الورع عن مصدر تمويل حركته التي أنفقت ما يزيد عن 3 مليون دولار في الداخل السوري منذ قيام الثورة (لم يقل أين أنفقوها في سوريا، ربما في مدارس ومشافي ومراكز أبحاث لم نرها بعد!!)، سوى أنها أموال تنظيمية جمعوها من تبرعات شهرية تجمع من أعضاء الحركة لا من سوريا ولا من خارجها.. يعني ببساطة من المريخ! ثم من هم هؤلاء الأعضاء وماذا يعملون مثلاً؟ أطباء وعلماء وباحثين مثلاً؟
عندما سألته كيف يرى سوريا بعد سنة؟ أجابها بعد لحظة تأمل عميق: أنا أراها سوريا بلا تجار ممانعة وشعارات وسوريا مشاركة...انتظر سنة أيها "المؤمن" وسنراكم جميعاً وأنتم تصدرون الفتاوى بتحريم التصويت للعلماني والمسيحي والذي لا يصلي ... وفتاوى تكفِّر كل من يصوت لغيرك. أو دعني أقول لك كيف أراها أنا بسبب أمثالك من المعارضة وبسبب العصابة الحاكمة، أنا أراها تغرق في الدماء، وتترنح صريعة حرب أهلية طائفية تقضي على أجمل ما فيها. وللحق أقول، هذه هي المرة الوحيدة التي أرجو فيها من كل قلبي أن تكون أنت على حق وأكون أنا على خطأ.
يا أبناء شعبي لا عدو كالجهل ..لا عدو كالجهل.. هو الذي أدخلنا في سراديب الخوف من النور منذ الثورة العربية "الكبرى" إلى اليوم... يا أبناء شعبي لا سلاح كالمعرفة... آه يا أبناء شعبي الثائرين لو تعرفون ماذا يخبئ لكم هؤلاء من بؤس وقمع واستبداد لا يقل بشاعةً عن النظام الراهن. يا أبناء شعبي، لا خير في ثورة لا تطيح بهؤلاء مع النظام.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق