الشعبُ السوري مسالمٌ بطبيعته ولا يميل إلى العنف ولكن العصابة الحاكمة أوغلت في العنف إلى حدٍ أصبح فيه العنف المضاد هو رد الفعل الطبيعي بحكم غريزة البقاء. الحقيقة التي يعرفها السوريون جيداً هي أن الخيار الدموي الهمجي لم يكن خيار النظام على مدى الأشهر الثمانية الماضية فحسب، بل هو جزءٌ بنيوي أساسي في تركيب هذا النظام منذ 48 سنة إلى حدٍ أصبح الخوف فيه جزءاً من شخصية الإنسان السوري. ولذلك السبب تحديداً لا يستطيع النظام التوقف عن القتل والعنف وهو لن يتوقف. ولكن كشعب سوري طامح إلى الحرية والديمقراطية، أليس علينا أن نرفض الانزلاق إلى هاوية العنف التي لن يكون فيها رابح؟ أليس من واجبنا الأخلاقي تجاه سوريا الوطن أن لا نسمح بتحويل الأرض السورية إلى ساحة حرب بالوكالة بين قوى إقليمية تتصارع على سوريا لأسباب طائفية وهي إيران من جهة ودول الخليج وعلى رأسها السعودية من جهةٍ أخرى. أليس علينا على الأقل النظر في تبعات اللجوء للعنف؟ أليس من مبادئ الوفاء لسوريا كوطن هو المثابرة والاستمرار في التظاهر ورفض التدخل الخارجي الذي سينهك سوريا ولن يدفع ثمنه أفراد العصابة بمفردهم، بل سيدفع ثمنه الشعب السوري بأكمله.
هناك تعليقان (2):
النظام السوري العلماني اقصى الجميع و هو مما لاشك به اسوأ من الاخوان الميكافيليين. اهل الشام لم يحصدوا من الليبراليين والعلمانيين الا العماله والتبعيه بكل اشكالها ابتدأً بالفكري منها. قلي كم يمثل العلمانيين في الشام مع كل هذا الازعاج المصطنع لاقلك ...
الأخ أبو عبد الله، النظام السوري لم يكن يوماً علمانياً. هو نظام مافيوزي يعمل وفق مبادئ الجريمة المنظمة. ليس له توجه فكري حقيقي علماني أو غيره. وقناع العلمانية، الذي حاول حافظ الأول الاختباء خلفه لتسلق سلم المناصب، (كما يختبىء الاخوان المسلمون خلف قناع الاسلام والاسلام منهم براء) سرعان ما تخلى عنه في أول اختبار حين ألقى بجميع العلمانيين الشرفاء في أقبية السجون، وسرح الضباط الشرفاء وتخلص من رفاق الطريق. الوصف الصحيح للنظام السوري والاخوان المسلمين سوياً هو الميكيافيلية "أي الغاية التي تبرر أية وسيلة بغض النظر عن قذارتها". وسترى في المستقبل أن الاخوان المسلمون سيكونون أول من يتخلى عن الاسلام، وما تحالفاتهم مع عبد الحليم خدام سابقاً، ولعقهم الآن لأقدام الأمريكيين والصهاينة لتوصيلهم إلى السلطة إلا أدلة صارخة على مدى بعدهم عن الاسلام كدين وكمبادئ أخلاقية.
إرسال تعليق