Pages

الجمعة، 18 نوفمبر 2011

الربيع العربي...لم يأت الربيع بعد؟

لم تظهر تسمية معاصرة لحدثٍ ما أكثر تضليلاً واحتقاراً للشعوب من هذه التسمية الجوفاء الوهمية الغبية، التي يتلقفها بعض الإعلاميين العرب إما عن خبث أو عن غباء.... لأن ما يحدث هو انتفاضات لم تتبين نتائجها بعد في أي دولةٍ من الدول التي شهدتها بدءاً من تونس، ومن المبكر جداً إصدار اسماً توصيفياً و تقييمياً لما يحدث وكأن الثورات انتهت أو أنها حققت أهدافها أو حتى جزءاً يسيراً من أهدافها. وهي في الحقيقة ما تزال في بدايتها ولم تصل إلى شيء بعد، وإسقاط رئيس مستبد قد يكون أول الغيث ولكن إسقاط الاستبداد هو التحدي الأكبر، لأن ثقافة الاستبداد للأسف متجذرة في كافة نواحي حياة الإنسان العربي لأسباب سياسية وثقافية واجتماعية ودينية والقضاء عليه هو فعل ولادة قيصرية عسيرة.
تسمية الربيع العربي الفريدة هذه يمكنكم يا سادة استخدامها عندما نصل إلى ما يلي:
·       تقديس ثقافة احترام حقوق الإنسان والمساواة وعدم التمييز بناءً على أي اعتبار سوى الإنتاجية والكفاءة والسلوك؛
·       سيادة الديمقراطية واحترام التعددية والاختلاف من دون لف ودوران باسم الأمن القومي والدين؛
·       هيمنة الشفافية وثقافة الثقة بين الحاكم والمحكوم، وتمكُّن الشعب من سحب الثقة وقت يسيء المسئول بدءاً من الرئيس استخدامها؛
·       هيمنة ثقافة المساءلة والمحاسبة للحكام وكل من له علاقة بالسلطة من دون خوفٍ من العواقب؛
·       تحييد رجال الدين والقضاء على طبقة الكهنوت الإسلامية الطفيلية التي تتغذى على تكريس الجهل واستغلال البسطاء من الناس؛
·       الفصل بين السلطات؛
·       استقلال القضاء استقلالاً مطلقاً؛
·       احترام المرأة والإقرار بتكافئها مع الرجل في كافة المجالات؛
·       احترام الأطفال وإعطائهم الأولوية في كل المجالات، لا النظر إليهم على أنهم مجرد ممتلكات خاصة؛
·       نسف القوانين الظالمة وسن قوانين تتماشى مع حقوق الإنسان؛
·       احترام حريات الفرد وفردانيته والتوقف عن معاملته كتابع لا خصوصية له؛
·       انخفاض معدَّلات الأمية إلى نسبة 0% وتحديداً في أوساط النساء؛
·       القضاء على الأمية المعلوماتية في مجال الكومبيوتر واستخدام الانترنت؛
·       انتهاء عمالة الأطفال ووجود الأطفال في المدارس والملاعب والبرامج الترفيهية بدل الشارع؛
·       تقديس حرية الفكر والتعبير وحرية الوصول إلى المعلومات بعيداً عن رقابة الأوصياء على الشعب وكأنه متخلف عقلياً؛
·       هيمنة ثقافة القراءة والبحث وتوفر الكتب بكلفة معقولة؛
·        إصلاح التعليم وتحريره من هيمنة التلقين والتكرار والدراسة للحصول على الدرجات، وجعل التفكير النقدي والإبداع و الأصالة هي معايير التميُّز؛
·       ارتفاع معدلات الترجمة إلى اللغة العربية من اللغات الأخرى، وإحياء اللغة العربية لتصبح قادرةً على التعبير عن الاختراعات والمفاهيم المعاصرة.
·       قيام مراكز الأبحاث والعلوم والجامعات وتوفير التعليم العالي والتدريب المهني لكافة الشباب؛
·       نمو الطبقة المتوسطة وتلاشي طبقة الفقراء حد الغياب وانكماش طبقة الأثرياء؛
·       نهضة الاقتصاد بشكل مستدام قائم على الإنتاجية الحقيقية لا على التوسل والشحاذة على أبواب القوى الخارجية وعلى القروض؛
·       توفر فرص العمل لكل من هو في سن العمل؛
·       توفر الرعاية الصحية بأسعار تتوافق مع إمكانيات المواطن العادي.

هل حققنا شيئاً من هذا بعد؟ هذه القضايا وغيرها الكثير الكثير لا بد من توفرها أولاً حتى نستطيع اطلاق تسمية كتسمية الربيع العربي على ما جرى!
أليس من الواضح الآن أن الطريق إلى الربيع العربي طويل طويل وأن ما نراه الآن هو انتفاضات طيور ذبيحة تتحدى الموت؟

ليست هناك تعليقات: