Pages

الأربعاء، 30 نوفمبر 2011

الخوف بعد اليوم عار والصمت جريمة

كل يوم أصحو في الصباح، لأبحث عن أسماء أحبتي على الفيسبوك... أخاف أن أتصل بأمي لأسمع أن أخي المقيم في حمص قد استشهد أو أن أحداً ما أعرفه قد استشهد. أتابع الصفحات على الفيسبوك والأخبار وكل شيء وأتحاشى النظر إلى الفيديوهات التي تحوي مشاهد لأمهات يبكين أبناءهن. أعترف لنفسي بالجبن، فأنا لا أقوى على هذه المشاهد، ولكن اليوم رأيت مشهد أم الطفل ساري سعود وهي تهز جسده البارد المنطفئ علَّها تبعث فيه الحياة من جديد. كيف لا يغضب الرجال في دمشق وحلب عند مشاهدة هذه الأم الثكلى؟ كيف نتفرج عليها ولا ننزل إلى الشارع بالملايين لنحاسب ذلك القاتل الذي يعيش في قصر ويعطي الأوامر لشبيحته بالقتل، وينفق أموالنا التي سرقها من عرقنا وجهدنا ليشتري سلاحاً يقتلنا به؟  كيف لا تنهض دمشق وحلب وكل مدينةٍ سورية، لتسحق عار جريمة قتل ذلك الطفل البريء ومن قبله حمزة وهاجر وكل أطفال سوريا؟ كيف ينام الرجال في دمشق وحلب وعلى ماذا يتفرجون في التلفاز؟ اسحقوا العار أيها الرجال، انزلوا إلى الشوارع بالملايين وأنزلوا ذلك الفرعون القذر عن عرشه. لا عذر لكم ... لا عذر لكم أن تروا النساء تسبى والأطفال يقتلون والخير يسرق، وأن تناموا في أحضان نساءكم! لا عذر لكن أيتها النساء أن ترون مستقبل أطفالكن يضيع وتجلسن في البيوت تصلين لغدٍ أكثر أماناً! لا عذر لكم أيها الشباب أن لا تخرجوا من كل جامعة وكل مدرسة إلى الشوارع بالملايين.  لا عذر لنا إن لم نسقطه ونحاكمه ونحاسبه هو وأفراد عصابته المجرمين. لن يرحمنا التاريخ ولن تسامحنا الأجيال القادمة...
هذا الطفل البريء، كما حمزة الخطيب وهاجر وغيرهم، هو عار على جبين من قتلوه، ولكنه وصمة عار على جبين كل من يجلس في بيته على أمل أن تنتهي الأزمة وتعود الحياة كما كانت قبل 15 آذار، فساد وفقر وجوع وخوف وصمت وموت. خوفنا هو عدونا الأول، واليوم أبطال حمص وحماه ودرعا واللاذقية والكثير من المدن الأخرى، قد أسقطوا إله الخوف من علياءه وحطَّموا أصنام الطاغية فماذا ننتظر؟ وعلى ماذا نعوِّل؟ الصمت بعد الآن جريمة والخوف جريمة، والخلاص الوحيد هو بيدنا نحن...خلاصنا هو في وقفتنا قلباً واحداً وصوتاً واحداً في وجه بشار الأسد وعصابته...خلاصنا هو في إسقاطه بأيدينا. 
عاشت سوريا حرة كريمة واحدة


هناك تعليقان (2):

امل يقول...

نعم الشعب من يملك المفتاح لاسقاط الطاغية دون التضحية بسوريا ولكن السؤال متى سيكون هذا الشعب شعبا واحد؟!

Lana M O'beid يقول...

العزيزة أمل/ فعلاً الأمر مقلق ومحزن، فالانقسام بين أبناء الشعب السوري قد وصل إلى حدٍ غير مقبول. لا بد من أن يكون هناك مشروع واحد يخدم سوريا ويطمئن جميع السوريين.