Pages

السبت، 19 نوفمبر 2011

أسطورة الدولة المدنية.... استغلال جهل الشعوب

سأعترف بادء ذي بدءٍ بأنني لست متخصصة في العلوم السياسية، ولكنني قارئة نهمة والعلوم السياسية هي إحدى الحقول التي أستمتع بالقراءة فيها.
ولكن من خلال قراءتي لسنين طويلة، لم أقرأ شيئاً عن شيء اسمه الدولة المدنية إلاَّ في السنوات الأخيرة وتحديداً في قواميس الاخوان في مصر وسوريا وغيرها.  فهناك الدولة العلمانية مثلاً مقابل الدولة الدينية. ولكن مصطلح الدولة المدنية هو اختراع اخونجي بامتياز، يقوم على التلاعب بمفهوم الدولة ككل. وأنا أدعو أحد جهابذتهم ليقول لنا هل هي دولة علمانية أم دينية؟ سيقولون لا، الدولة المدنية عكس الدولة الدينية. فترد أنت في دهشة إذاً هي دولة علمانية، فيقولون أعوذ بالله لا للعلمانية. إذاً ما هو هذا المصطلح المائع الوهمي المضلل الذي تضحكون به على هذه الشعوب المقهورة المجهَّلة بشكل مدروس وبالغ التخطيط. ما هي آليات تطبيقها؟ ما هي ملامحها؟ كيف سيكون دستورها؟
طبعاً من المقبول أن تسمع شاباً لم يقرأ الكثير يتحدث عن المصطلح لأنه قد سمعه بالراديو ولا يعرف ماذا يعني أصلاً. ولكن أليس من المحزن أن يستخدم الأستاذ غليون، الأكاديمي المرموق، التعبير وهو يعرف ضبابيته وميوعته تهرباً من كلمة قد تبدو صادمة لشعب يستقي معارفه من رجال الدين الذين يكرسون الجهل لأنهم لا يملكون غيره؟ أليس من المهم لنا فضح هذا الاختراع الاخونجي، الذي تفتق به ذهن الاخوان الميكيافيلي ليضللوا به الملايين ممن يحلمون بالحرية والديمقراطية بغية الوصول إلى السلطة ثم اظهار الدولة المدنية على حقيقتها من دون قناع، أي دولة فاشية قائمة على الظلم والقمع والاستبداد تعادي الانسان أولاً وقبل كل شيء.
ما هي الدولة المدنية يا سادة يا كرام؟؟ نورونا!

ليست هناك تعليقات: