Pages

الثلاثاء، 15 نوفمبر 2011

الاعلام العربي وتخدير الشعوب... مهنية التضليل – الجزيرة على سبيل المثال


تنظر الشعوب العربية المقهورة والمجهَّلة بشكل مدروس، بدهشة كالأطفال إلى قناة الجزيرة. ترجوها اسماع صوتها المخنوق للعالم، وتتوسل إليها أن تتحدث عن الشهداء والمظلومين أكثر وأن تكون صوت من لا صوت له ومنارة الحرية.  الجزيرة من جانبها، صدَّقت نفسها والكذبة، وأتقنت اللعبة وبدأت تتفنن بها إلى حدٍ فقدت فيه أبسط معايير المهنية الاعلامية ولعل تغطيتها الرديئة للشأن السوري منذ بدأت انتفاضة الشعب السوري الباسل ضد نظام الطغيان يقدم مثالاً صارخاً على هذا الفشل الإعلامي المغلف بنجاح أسطوري خادع باهظ الكلفة إلى حد لا يطيقه أي نظام من أنظمة القمع في الدول غير النفطية، بينما ينفق حكام قطر عليها من طرف الجيب ولا يتساءلون عن العائدات أصلاً. كما ينفق طغاة الحجاز من طرف الجيب على "العربية" وغيرها من وسائط الإعلام المقروءة.
ولكن هناك قضية ملفتة للنظر إلى حدٍ مقلقٍ وهي التباين الرهيب بين الجزيرة الانكليزية والجزيرة باللغة العربية. فالجزيرة باللغة العربية، تعتمد إثارة المشاعر وتتعمد التلاعب بمفردات اللغة إلى حد الابتذال ففي تاريخ 7/8/2011 وضعت الجزيرة مقالاً حول انهيار أمريكا حسب تعبيرها على موقعها الالكتروني على الرابط التالي:
ثم تلقفت الخبر مواقع الانترنت العربية، وخاصة مواقع الاسلام السياسي، فترى أحدهم كتب "أمريكا تنهار فهل نحن مستعدون لحمل الراية؟!" المهم،  هنا رابط مقال تشومسكي الأصلية باللغة الانكليزية
وهو استعمل كلمة decline، التي تعني تقهقر أو تراجع. ولكن لماذا تترجمها الجزيرة عن سابق اصرار "تنهار"؟  هناك تلاعب مبتذل بمشاعر الانسان العربي البسيط، لا تجرؤ عليه مع مواطن الدول الغربية في الجزيرة الانكليزية.  والجواب ببساطة هو أنها لا تنظر إلى هذه الجموع الغفيرة التي تتابعها بذهول كل مساء نظرة احترام، بل على العكس تحتقرها وتمعن في تضليلها عامدةً متعمدة، ساخرةً من تضور الجماهير جوعاً كافراً لقيمة الذات ومعنى الحياة وفكرة الحرية؛ هذا الجوع الذي خلقته وكرسته الأنظمة العربية وعلى رأسها أنظمة الدجل الوهابية في قطر والسعودية.  طبعاً لا غنى عن القول، أن العربية كالجزيرة، هي أداة في يدي طاغية لتكريس الجهل وتضليل الرأي العام، وتخدير الشعوب بانتصارات لم تتحقق ونهضة لم تحدث ولن تحدث حتى يصبح الكتاب خير جليس بدل الشاشة الملونة.
أما عن ذاك المسكين الذي تساءل إن كانوا مستعدين لحمل الراية بعد انهيار أمريكا، أقول ببساطة، لستم مستعدين وأنتم بالكاد قادرين على حمل أنفسكم.   
    
    
  

هناك تعليق واحد:

Shaer Fastook يقول...

كانت الجزيرة تمثل حلم بالنسبة لي ..
للأسف .. خاب ظني ..
تحيتي للحاضر في القلب دائماً الغائب عنها حالياً وربما دائماً.. عزمي بشارة ..